قال الطبري وابن الأثير : فوجد القصر مغلقا فأتى بالرأس الى منزله فوضعه تحت أجانه ودخل فراشه ، وقال لامرأته النوار : جئتك بغنى الدهر هذا رأس الحسين عليهالسلام معك في الدار ، فقالت : ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يجمع رأسي لا يجمع رأسي ورأسك بيت ، وقامت من الفراش فخرجت الى الدار ، قالت : فما زلت انظر الى نور يسطع مثل العمود من السماء الى الاجانة ورأيت طيرا أبيض يرفرف حولها وذكر ابن نما نحوا من ذلك ، وخولى هذا قتله أصحاب المختار واحرقوه وكان مختفيا في مخرجه ، فدلت عليه امرأته العيوف بنت مالك وكانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين عليهالسلام ، فلما سألوها عنه قالت : لا أدري وأشارت بيدها الى المخرج.
وأمر ابن سعد برؤوس الباقين من أصحاب الحسين عليهالسلام وأهل بيته فقطعت (فنظفت خ ل) وكانت اثنين وسبعين رأسا وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث بن قيس وعمرو بن الحجاج ، فاقبلوا حتى قدموا بها على ابن زياد وروي ان الرؤوس كانت سبعين رأسا وروي ثمانية وسبعين رأسا ، فاقتسمتها القبائل لتتقرب بها الى ابن زياد والى يزيد لعنهما الله تعالى ، فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث ، وجاءت هوازن باثني عشر رأسا ، وقيل بعشرين وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن ، وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا ، وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا. وقيل بستة أرؤس ، وجاءت مذحج بسبعة أرؤس ، وجاء سائر الناس بثلاثة عشر رأسا وقيل بسبعة.
ثم ان ابن سعد صلى على القتلى من أصحابه ودفنهم وترك الحسين عليهالسلام وأصحابه بغير دفن ، وأقام بقية اليوم العاشر واليوم الثاني الى زوال الشمس ، ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه الى الكوفة ، وحمل معه