نساء الحسين عليهالسلام وبناته واخواته ومن كان معه من الصبيان وفيهم علي بن الحسين عليهالسلام قد نهكته العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح ، وكان قد نقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرأ وأخواه زيد وعمر أبناء الحسن السبط عليهالسلام ، وتدل بعض الروايات على وجود الباقر عليهالسلام معهم ، وساقوهم كما يساق سبي الترك والروم ، فقال النسوة : بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين عليهالسلام ، فرموا بهم على الحسين عليهالسلام وأصحابه وهم صرعى ، فلما نظر النسوة الى القتلى صحن وضربن وجوههن قال الراوي : فو الله لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين عليهالسلام وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب يا محمداه صلى عليك مليك السما ، هذا حسينك مرمل بالدما مقطع الاعضا وبناتك سبايا ، الى الله المشتكى والى محمد المصطفى والى علي المرتضى وإلى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد الشهداء ، يا محمداه هذا حسين بالعرى تسفي عليه ريح الصبا قتيل أولاد البغايا ، وا حزناه وا كرباه عليك يا أبا عبد الله. اليوم مات جدي رسول الله ، يا أصحاب محمد هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.
وفي بعض الروايات : وا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا ، وهذا حسبين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردى ، بأبي من أضحى عسكره في يوم الاثنين نهبا ، بأبي من فسطاطه مقطع العرى ، بأبي من لا غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى ، بأبي من نفسي له الفدى ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من شيبته تقطر الدما ، بأبي من جده رسول اله السما ، بأبي من هو سبط نبي الهدى ، بأبي محمد المصطفى ، بأبي خديجة الكبرى ، بأبي علي المرتضى ، بأبي فاطمة الزهراء ، بأبي من ردّت له الشمس حتى صلى. قال : فأبكت والله