عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (١) قال : قد قرأت ذلك ، فقال له علي : فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت في بني اسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (٢) فقال : قد قرأت ذلك ، فقال علي : فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) (٣) قال نعم ، فقال له علي : فنحن القربى يا شيخ ، ولكن هل قرأت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤) قال: قد قرأت ذلك ، فقال علي : فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله بآية الطهارة يا شيخ ، قال : فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به وقال : بالله إنكم هم؟ فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : تالله انا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انا لنحن هم ، فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم اني ابرأ اليك من عدو آل محمد من جن وانس ، ثم قال : هل لي من توبة؟ فقال له : نعم ان تبت تاب الله عليك وأنت معنا ، فقال : أنا تائب ، فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل.
وعن سهل بن سعد انه قال : خرجت الى بيت المقدس حتى توسطت الشام فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار وقد علقوا الستور والحجب والديباج ، وهم فرحون مستبشرون وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول ، فقلت في نفسي : ترى لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن ، فرأيت قوما يتحدثون فقلت : يا قوم لكم بالشام عيدا لا نعرفه نحن ، قالوا : يا شيخ نراك غريبا ظ فقلت : أنا سهل بن سعد قد رأيت محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قالوا : يا سهل ما أعجبك السماء لا تمطر دما والأرض لا تخسف بأهلها ، قلت : ولم
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية : ٢٣.
(٢) سورة الإسراء ، الآية : ٢٦.
(٣) سورة الأنفال ، الآية : ٤١.
(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.