وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقطعت وأمر بفك الغل عن زين العابدين عليهالسلام.
ثم وضع رأس الحسين عليهالسلام بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن فاليه. وفي رواية انه لما ادخل نساء الحسين عليهالسلام على يزيد والرأس بين يديه جعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظران الى الرأس وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس ، فلما رأين الرأس صحن فصاح نساء يزيد وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة بنت الحسين عليهالسلام : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ، فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات ورآه علي بن الحسين عليهماالسلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبدا.
واما زينب عليهاالسلام فانها لما رأته أهوت الى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله ، يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى ، فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس ويزيد ساكت. ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين عليهالسلام وتنادي يا حبيباه يا سيد أهل بيتاه يا ابن محمداه يا ربيع الأرامل واليتامى يا قتيل أولاد الأدعياء ، فأبكت كل من سمعها ، وكان في السبايا الرباب بنت امرىء القيس زوجة الحسين عليهالسلام وهي أم سكينة بنت الحسين عليهالسلام وهي التي يقول فيها الحسين عليهالسلام :
لعمرك انني لأحب دارا |
|
تحل بها سكينة والرباب |
احبهما وابذل فوق جهدي |
|
وليس لعاذل عندي عتاب |
ولست لهم وان عتبوا مطيعا |
|
حياتي أو يغيبني التراب |
فقيل ان الرباب أخذت الرأس ووضعته في حجرها وفبلته وقالت :
وا حسينا فلا نسيت حسينا |
|
اقصدته أسنة الأعداء |
غادروه بكربلاء صريعا |
|
لا سقى الله جانبي كربلاء |