والرباب هذه بعد رجوعها الى المدينة خطبها الأشراف من قريش فقالت : والله لا كان لي حمو بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعاشت بعد الحسين عليهالسلام سنة ثم ماتت كمدا على الحسين عليهالسلام ولم تستظل بعده بسقف.
ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام جعل يتمثل بقول الحصين بن الحمام المري.
صبرنا وكان الصبر منا سجية |
|
بأسيافنا تفريق هاما ومعصما |
أبى قومنا ان ينصفونا فانصفت |
|
قواضب في ايماننا تقطر الدما |
نفلق (١) هاما من رجال اعزة |
|
علينا (٢) وهم كانوا اعق وأظلما |
ودعا بقضيب خيزران ، وجعل ينكت به ثنايا الحسين عليهالسلام ، ثم قال : يوم بيوم بدر ، وكان عنده أبو برزة الأسلمي فقال : ويحك يا يزيد اتنكت بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة ، أشهد لقد رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا ، فغضب يزيد وأمر باخراجه فاخرج سحبا وفي رواية انه قال : أما انك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفعيك ويجيء هذا ومحمد شفيعه ، ثم قام فولى.
وقال : يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم وكان جالسا مع يزيد :
لهام بجنب (٣) الطف أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل (٤) |
سمية أضحى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل |
__________________
(١) يفلقن خ ل.
(٢) أحبة الينا خ ل.
(٣) بأدنى خ ل.
(٤) الرذل.