فضرب يزيد في صدره وقال : اسكت وفي رواية ، انه اسرّ اليه وقال : سبحان الله أفي هذا الموضع ما يسعك السكوت.
وكان يحيى قد سأل أهل الكوفة الذين جاؤوا بالسبايا والرؤوس ما صنعتم فأخبروه ، فقال : حجبتم عن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة لن أجامعكم على أمر أبدا.
وفي رواية ان يزيد دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ، ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فادخلوا عليه والناس ينظرون ، ثم قال يزيد لعلي بن الحسين عليهماالسلام : يا ابن الحسين أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت ، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (١) فقال يزيد لابنه خالد : أردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه ، فقال له يزيد : (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)(٢) فقال علي بن الحسين عليهالسلام يا ابن معاوية وهند وصخر لم تزل النبوة والأمرة لآبائي وأجدادي من قبل ان تولد ، ولقد كان جدي علي بن أبي طالب في يوم بدر وأحد والأحزاب في يده راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار. ثم قال علي بن الحسين عليهالسلام : ويلك يا يزيد انك لو تدري ماذا صنعت وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي ، إذا لهربت في الجبال وافترشت الرماد ودعوت بالويل والثبور ان يكون رأس أبي الحسين ابن فاطمة وعلي منصوبا على باب مدينتكم وهو وديعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيكم ، فابشر بالخزي
__________________
(١) سورة الحديد ، الآية : ٢٢ ـ ٢٣.
(٢) سورة الشورى ، الآية : ٣٠.