فصل وجه خروج الحسين عليهالسلام الى الكوفة
ومما يدل على ان الحسين عليهالسلام كان موطنا نفسه على القتل وظانا أو عالما في بعض الحالات بأنه يقتل في سفره ذلك خطبته التي خطبها حين عزم على الخروج الى العراق التي يقول فيها :
خط الموت على ولد آدم ... الخ ، فان أكثر فقراتها يدل على ذلك.
ونهي عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام له بمكة عن الخروج وإقامته البرهان على أن ذلك ليس من الرأي بقوله : انك تأتي بلدا فيه عماله وامراؤه ومعهم بيوت الأموال ، وإنما الناس عبيد الدينار والدرهم ، فلا آمن عليك ان يقتلك من وعدك نصره ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه ، وعدم أخذ الحسين عليهالسلام بقوله : مع اعتذاره اليه واعترافه بنصحه.
ونهي ابن عباس له أيضا محتجا بنحو ذلك من ان الذين دعوه لم يقتلوا أميرهم وينفوا عدوهم ويضبطوا بلادهم ، بل دعوه وأميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم ، فكأنهم دعوه الى الحرب ولا يؤمن ان يخذلوه