لا ذعرت السوام في غسق (١) الص |
|
بح مغيرا ولا دعيت يزيدا |
يوم اعطي مخافة الموت (٢) ضيما |
|
والمنايا يرصدنني أن أحيدا |
حتى أتى منزله ، وقيل أنه أنشدهما لما خرج من المسجد الحرام متوجها إلى العراق ، وقيل غير ذلك ، فقال مروان للوليد : عصيتني لا والله لا يمكنك مثلها من نفسه أبدا ، فقال له الوليد : ويحك انك أشرت علي بذهاب ديني ودنياي والله ما أحب أن أملك الدنيا بأسرها وأني قتلت حسينا سبحان الله أقتل حسينا لما أن قال لا أبايع ، والله ما أظن أحدا يلقى الله بدم الحسين الا وهو خفيف الميزان لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم ، فقال مروان : فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت. يقول هذا وهو غير حامد له على رأيه ، فأقام الحسين عليهالسلام في منزله تلك الليلة وهي ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ستين ، فلما أصبح خرج من منزله يستمع الأخبار ، فلقيه مروان فقال له : يا أبا عبد الله اني لك ناصح فاطعني ترشد ، فقال الحسين عليهالسلام وما ذاك قل حتى أسمع ، فقال مروان : اني آمرك ببيعة يزيد بن معاوية فإنه خير لك في دينك ، ودنياك فقال الحسين عليهالسلام : إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد.
وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان وهو غضبان فلما كان آخر نهار السبت بعث الوليد الرجال إلى الحسين عليهالسلام ليحضر فيبايع ، فقال لهم الحسين عليهالسلام : أصبحوا ثم ترون ونرى فكفّوا تلك الليلة عنه ولم يلحّوا عليه ، فخرج في تلك الليلة وقيل في غداتها وهي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب متوجها نحو مكة (٣).
__________________
(١) شفق خ ل ، فلق خ ل.
(٢) من المهانة خ ل.
(٣) قال ابن نما : ان توجهه الى مكة كان لثلاث مضين من شعبان ، وستعرف ان وصوله عليهالسلام الى مكة كان بذلك التاريخ ، ولعله وقع اشتباه بينهما كما ان ابن نما ـ