الحارثي ، وقيل كان معه خمسمائة فتأخروا عنه رجاء. ان يقف عليهم ويسبقه الحسين عليهالسلام الى الكوفة فلم يقف على أحد منهم ، وسار فلما أشرف على الكوفة نزل حتى أمسى ودخلها ليلا مما يلي النجف وعليه عمامة سوداء وهو متلثم ، قال بعضهم انه دخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز ليوهم الناس انه الحسين عليهالسلام والناس قد بلغهم اقبال الحسين عليهالسلام فهم ينتظرونه ، فظنوا حين رأوا عبيد الله انه الحسين عليهالسلام ، فقالت امرأة : الله أكبر ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فتصايح الناس وقالوا : أنا معك أكثر من أربعين ألفا ، وأخذ لا يمر على جماعة من الناس الا سلموا عليه وقالوا : مرحبا بك بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم ، فرأى من تباشرهم بالحسين عليهالسلام ما ساءه ، وازدحموا عليه حتى أخذوا بذنب دابته ، فحسر اللثام وقال : انا عبيد الله فتساقط القوم ووطأ بعضهم بعضا ، وفي رواية ان عبد الله بن مسلم قال لهم لما كثروا : تأخروا هذا الأمير عبيد الله بن زياد.
وسار حتى وافى القصر بالليل ومعه جماعة قد التفوا به لا يشكون انه الحسين عليهالسلام فأغلق النعمان بن بشير عليه وعلى خاصته ، فناداه بعض من كان مع ابن زياد ليفتح لهم الباب ، فاطلع عليه النعمان وهو يظنه الحسين عليهالسلام فقال : أنشدك الله الا تنحيت والله ما أنا بمسلم اليك أمانتي ومالي في قتالك من ارب ، فجعل لا يكلمه ، ثم انه دنى فتدلى النعمان من شرف القصر فجعل يكلمه ، فقال ابن زياد : افتح لا فتحت فقد طال ليلك ، وسمعها انسان من خلفه فنكص الى القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة على انه الحسين ، فقال : يا قوم ابن مرجانه والذي لا إله غيره ، ففتح له النعمان فدخل ، وضربوا الباب في وجوه الناس وانفضوا.
__________________
شريك ، وأبوه الحارث الأعور الهمداني من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو الذي يقول له :
يا حار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن او منافق قبلا (منه) |