منزلة هاني في المصر وبيته في العشيرة ، وقد علم قومه اني وصاحبي سقناه اليك وأنشدك الله لما وهبته لي فاني أكره عداوة المصر وأهله ، فوعده ان يفعل ، ثم بدا له وأمر بهاني في الحال وقال : أخرجوه الى السوق فاضربوا عنقه ، فاخرج هاني حتى اتي بها الى مكان من السوق كان يباع فيه الغنم وهو مكتوف ، فجعل يقول : وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم ، يا مذحجاه يا مذحجاه أين مذحج ، فلما رأى ان أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال : اما من عصا أو سكين او حجارة او عظم يحاجز بها رجل عن نفسه ، ووثبوا اليه فشدوه وثاقا ، ثم قيل له : أمدد عنقك ، فقال : ما انا بها سخي وما انا بمعينكم على نفسي ، فضربه مولى لعبيد الله بن زياد تركي يقال له رشيد بالسيف فلم يصنع شيئا ، فقال له هاني : الى الله المعاد اللهم الى رحمتك ورضوانك ، ثم ضربه أخرى فقتله. وبصر عبد الرحمن بن الحصين المرادي بعد ذلك بقاتل هاني فحمل عليه بالرمح فطعنه فقتله وأخذ بثأر هاني.
وفي مسلم وهاني رحمهماالله تعالى يقول عبد الله بن الزبير (١) الأسدي ، ويقال انها للفرزدق.
وقيل انها لسليمان الحنفي :
فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري |
|
الى هاني في السوق وابن عقيل |
الى بطل قد هشم السيف وجهه |
|
وآخر يهوي من طمار (٢) قتيل |
اصابهما فرخ البغي (٣) فأصبحا |
|
أحاديث من يسري بكل سبيل |
تري جسدا قد غيّر الموت لونه |
|
ونضح دم قد سال كل مسيل |
__________________
(١) بفتح الزاي وليس للعرب زبير بفتح الزاي غيره (منه).
(٢) الطمار بفتح الطاء وكسرها : المكان المرتفع. (منه).
(٣) هو ابن زياد لأن امه مرجانة وجدته سمية كانتا كذلك ، وفي نسخة امر اللعين (منه).