يوم الترويه ، وقتله يوم الأربعاء يوم عرفة لتسع خلون منه على رواية المفيد. وفي رواية ان قتله كان يوم التروية.
وأمر ابن زياد بجثة مسلم وهاني فصلبتا بالكناسة ، وبعث برأسيهما الى يزيد بن معاوية مع الزبير بن الأروح التميمي وهاني بن ابي حية الوداعي وأخبره بأمرهما. وكان رأس مسلم أول رأس حمل من رؤوس بني هاشم وجثته أول جثة صلبت ، فأعاد يزيد الجواب اليه يشكره على فعله وسطوته ويقول له : قد بلغني ان حسينا قد سار الى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبدا ، فظع المناظر والمسالح واحبس على الظنة وخذ على التهمة واكتب اليّ في كل ما يحدث.
وكان يزيد بن معاوية قد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة الى مكة في عسكر عظيم وولاه أمر الموسم وأمره على الحاج كلهم فحج بالناس ، وأوصاه بقبض الحسين عليهالسلام سرا وان لم يتمكن منه يقتله غيلة ، وأمره ان يناجز الحسين عليهالسلام القتال ان هو ناجزه ، فلما كان يوم التروية قدم عمرو بن سعيد الى مكة في جند كثيف. ثم ان يزيد دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية وأمرهم بقتل الحسين عليهالسلام على أي حال اتفق (١) ، فلما علم الحسين عليهالسلام بذلك عزم على التوجه الى العراق ، وكان قد احرم بالحج وقد وصله قبل ذلك كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل الكوفة له ، فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وقصر من شعره وأحل من احرام الحج وجعلها عمرة مفردة لأنه لم يتمكن من اتمام الحج مخافة ان
__________________
(١) نقل انفاذ عمرو بن سعيد ودس الثلاثين رجلا صاحب البحار ، وقال انه رآه في بعض الكتب المعتبرة ، ونقل انفاذ عمرو ووصوله يوم التروية ابن طاوس في اللهوف عن معمر بن المثنى في مقتل الحسين عليهالسلام ، وعمرو هذا كان أمير على مكة ثم ولاه يزيد المدينة كما مر ، ثم انفذه من المدينة الى مكة وأمره على الحاج (منه).