يقبض عليه ، فخرج من مكة يوم الثلاثاء وقيل يوم الأربعاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة ، فكان الناس يخرجون الى منى والحسين عليهالسلام خارج الى العراق ، وقيل خرج عليهالسلام يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجة ، ولم يكن علم بقتل مسلم بن عقيل لأن مسلما قتل في ذلك اليوم الذي خرج فيه الحسين عليهالسلام الى العراق او بعده بيوم أو بخمسة أيام أو ستة ولما عزم الحسين عليهالسلام على الخروج الى العراق جاءه أبو بكر عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فنهاه عن الخروج الى العراق ، فقال له الحسين عليهالسلام : جزاك الله خيرا يا ابن عم قد اجتهدت رأيك ومهما يقض الله يكن ، وجاءه عبد الله بن عباس فنهاه عن الخروج أيضا فقال : أستخير الله وأنظر ما يكون ، ثم أتاه مرة ثانية فأعاد عليه النهي وقال : ان أبيت الا الخروج فاخرج الى اليمن ، فقال الحسين عليهالسلام : يا ابن عم اني والله لأعلم انك ناصح مشفق وقد أزمعت وأجمعت المسير ، ثم خرج ابن عباس فمر بابن الزبير وأنشد :
يا لك من قبرة بمعمر |
|
خلالك الجو فبيضي واصفري |
ونقري ما شئت ان تنقري |
|
هذا حسين خارج فأبشري |
وجاءه عبد الله بن الزبير فأشار عليه بالعراق ثم خشي ان يتهمه فقال : لو أقمت لما خالفنا عليك ، فلما خرج ابن الزبير قال الحسين عليهالسلام : ان هذا ليس شيء أحب اليه من ان أخرج من الحجاز.
وجاءه عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير فأشارا عليه بالامساك عن المسير الى الكوفة ، فقال لهما : ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه فخرج ابن عباس وهو يقول وا حسيناه.
ثم جاءه عبد الله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال ، فقال له : يا أبا عبد الرحمن أما علمت ان من هوان الدنيا على