مسلم بن عقيل وشيعته ، فاستعبر الحسين عليهالسلام باكيا ثم قال : رحم الله مسلما فلقد صار الى روح الله وريحانه وتحياته ورضوانه ، اما انه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا ، ثم أنشأ يقول:
فان تكن الدنيا تعد نفيسة |
|
فان ثواب الله أعلى وأنبل |
وان تكن الأبدان للموت انشأت |
|
فقتل امرىء بالسيف في الله أفضل |
وان تكن الأرزاق قسما مقدرا |
|
فقلة حرص المرء في السعي أجمل |
وان تكن الأموال للترك جمعها |
|
فما بال متروك به المرء يبخل |
فلما كان وقت السحر أمر الحسين عليهالسلام أصحابه فاستقوا ماء وأكثروا ، ثم سار من زبالة حتى مر ببطن العقبة فنزل عليها ، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له عمرو بن يوذان فسأله اين تريد؟ فقال له الحسين عليهالسلام : الكوفة ، فقال الشيخ : أنشدك الله لما انصرفت فو الله ما تقدم الا على الأسنة وحد السيوف ، وان هؤلاء الذين بعثوا اليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا ، فأما على هذا الحال التي تذكر فاني لا أرى لك أن تفعل ، فقال له الحسين عليهالسلام : يا عبد الله ليس يخفى علي الرأي ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره ، ثم قال عليهالسلام : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فاذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم ثم سار عليهالسلام من بطن العقبة حتى نزل شراف ، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ، ثم سار منها حتى انتصف النهار فبينا هو يسير اذ كبر رجل من أصحابه ، فقال الحسين عليهالسلام : الله أكبر لم كبرت؟ قال : رأيت النخل ، فقال له جماعة من أصحابه : والله ان هذا المكان ما رأينا به نخلة قط ، فقال لهم الحسين عليهالسلام : فما ترونه؟ قالوا : نراه والله اسنة الرماح وآذان الخيل ، قال : وأنا والله أرى ذلك ، ثم قال عليهالسلام : ما لنا ملجأ نلجأ اليه فنجعله في ظهورنا