(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ(١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (١٢٩)
____________________________________
* المنافقين (ثُمَّ انْصَرَفُوا) عطف على (نَظَرَ بَعْضُهُمْ) والنراخى باعتبار وجدان الفرصة والوقوف على عدم* رؤية أحد من المؤمنين أى انصرفوا جميعا عن محفل الوحى خوفا من الافتضاح أو غير ذلك (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) أى عن الإيمان حسب انصرافهم عن المجلس والجملة إخبارية أو دعائية (بِأَنَّهُمْ) أى بسبب أنهم (قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) لسوء الفهم أو لعدم التدبر (لَقَدْ جاءَكُمْ) الخطاب للعرب (رَسُولٌ) أى رسول* رسول عظيم الشأن (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) من جنسكم عربى قرشى مثلكم وقرىء بفتح الفاء أى أشرفكم وأفضلكم* (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) أى شاق شديد عليه عنتكم ولقاؤكم المكروه فهو يخاف عليكم سوء العاقبة والوقوع* فى العذاب وهذا من نتائج ما سلف من المجانسة (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) فى إيمانكم وصلاح حالكم (بِالْمُؤْمِنِينَ) * منكم ومن غيركم (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) قدم الأبلغ منهما وهى الرأفة التى هى عبارة عن شدة الرحمة محافظة على الفواصل (فَإِنْ تَوَلَّوْا) تلوين للخطاب وتوجيه له إلى النبى صلىاللهعليهوسلم تسلية له أى إن أعرضوا عن الإيمان* بك (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) فإنه يكفيك ويعينك عليهم (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) استئناف مقرر لمضمون ما قبله* (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) فلا أرجو ولا أخاف إلا منه (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) أى الملك العظيم أو الجسم الأعظم المحيط الذى تنزل منه الأحكام والمقادير وقرىء العظيم بالرفع وعن أبى أن آخر ما نزل هاتان الآيتان. وعن النبى صلىاللهعليهوسلم ما نزل القرآن على إلا آية آية وحرفا حرفا ما خلا سورة براءة وسورة قل هو الله أحد فإنهما أنزلتا على ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة.