(وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥٥)
____________________________________
أمر التكوين أو مقدرا مكتوبا فى اللوح قبل وقوعه وكل شىء منصوب بفعل يفسره ما بعده وقرىء بالرفع على أنه مبتدأ وخلقناه خبره (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) أى كلمة واحدة سريعة التكوين وهو قوله تعالى (كُنْ) أو إلا فعلة واحدة هو الإيجاد بلا معالجة (كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) فى اليسر والسرعة وقيل معناه* قوله تعالى (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) أى أشباهكم فى الكفر من الأمم وقيل أتباعكم (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) يتعظ بذلك (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ) من الكفر والمعاصى مكتوب على التفصيل (فِي الزُّبُرِ) أى فى ديوان الحفظة (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) من الأعمال (مُسْتَطَرٌ) مسطور فى اللوح المحفوظ بتفاصيله ولما كان بيان سوء حال الكفرة بقوله تعالى (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) الخ مما يستدعى بيان حسن حال المؤمنين ليتكافأ الترهيب والترغيب بين ما لهم من حسن الحال بطريق الإجمال فقيل (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) أى من الكفر والمعاصى (فِي جَنَّاتٍ) عظيمة الشأن (وَنَهَرٍ) أى أنهار كذلك والإفراد للاكتفاء* باسم الجنس مراعاة للفواصل وقرىء نهر جمع نهر كأسد وأسد (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) فى مكان مرضى وقرىء فى مقاعد صدق (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) أى مقربين عند مليك لا يقادر قدر ملكه وسلطانه فلا شىء إلا* وهو تحت ملكوته سبحانه ما أعظم شأنه. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة القمر فى كل غب بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر.