(أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (٥٤)
____________________________________
ويشاهدونه فيتبينون عند ذلك أن القرآن تنزيل عالم الغيب الذى هو على كل شىء شهيد أى مطلع يستوى عنده غيبه وشهادته فيكفيهم ذلك دليلا على أنه حق وأنه من عنده ولو لم يكن كذلك لما قوى هذه القوة ولما نصر حاملوه هذه النصرة فتأمل وأما ما قيل من أن المعنى أو لم يكفك أنه تعالى على كل شىء شهيد محقق له فيحقق أمرك بإظهار الآيات الموعودة كما حقق سائر الأشياء الموعودة فمع إشعاره بما لا يليق بجلالة منصبه عليهالسلام من التردد فيما ذكر من تحقيق الموعود يرده قوله تعالى (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) أى فى شك عظيم من ذلك بالبعث والجزاء فإنه صريح فى أن عدم* الكفاية معتبر بالنسبة إليهم وقرىء مرية بالضم وهو لغة فيها (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) عالم بجميع الأشياء جملها وتفاصيلها وظواهرها وبواطنها فلا تخفى عليه خافية منهم وهو مجازيهم على كفرهم ومريتهم لا محالة. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة السجدة أعطاه الله تعالى بكل حرف عشر حسنات والله أعلم.