(إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١٨)
____________________________________
(إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) بلاء ومحنة يوقعونكم فى الائم من حيث لا تحتسبون (وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) لمن آثر محبة الله تعالى وطاعته على محبة الأموال والأولاد والسعى فى تدبير مصالحهم (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) أى أبذلوا فى تقواه جهدكم وطاقتكم (وَاسْمَعُوا) مواعظه (وَأَطِيعُوا) أوامره (وَأَنْفِقُوا) * مما رزقكم فى الوجوه التى أمركم بالإنفاق فيها خالصا لوجهه (خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) أى ائتوا خيرا لأنفسكم* وافعلوا ما هو خير لها وأنفع وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر وبيان لكون الأمور المذكورة خيرا لأنفسهم ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أى إنفاقا خيرا أو خبرا لكان مقدرا جوابا للأوامر أى يكن خيرا لأنفسكم (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بكل مرام* (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ) بصرف أموالكم إلى المصارف التى عينها (قَرْضاً حَسَناً) مقرونا بالإخلاص وطيب النفس (يُضاعِفْهُ لَكُمْ) بالواحد عشرة إلى سبعمائة وأكثر وقرىء يضعفه لكم (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) * ببركة الإنفاق ما فرط منكم من بعض الذنوب (وَاللهُ شَكُورٌ) يعطى الجزيل بمقابلة النزر القليل (حَلِيمٌ) * لا يعاجل بالعقوبة مع كثرة ذنوبكم (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) لا يخفى عليه خافية (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) المبالغ فى القدرة والحكمة. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة.