متى تجمع القلب الذكي وصارما |
|
وأنفا حميّا تجتنبك المظالم |
أما والله لا تقرع عصا إلا جعلتها كأمس الدابر».
خطبة لقس بن ساعدة الأيادي : أخبرني محمد بن علي الأنصاري بن محمد بن عامر قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله بن داود بن عبد الرحمن العمري قال : حدثنا الأنصاري علي بن محمد الحنظلي من ولد حنظلة الغسيل ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن حجاج اللخمي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال :
ولما وفد وفد عبد القيس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أيكم يعرف قس بن ساعدة؟
قالوا : كلنا نعرفه يا رسول الله. قال : لست أنساه بعكاظ إذ وقف على بعير لهن أحمر فقال :
«أيها الناس اجتمعوا ، وإذا اجتمعتم فاسمعوا ، وإذا سمعتم فعوا ، وإذا وعيتم فقولوا ، وإذا قلتم فاصدقوا. من عاش مات ، ومن مات فات. وكل ما هو آت آت.
أما بعد : فإن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا. مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لا تغور. أقسم بالله قس قسما حقا لا كاذبا فيه ، ولا آثما. لئن كان في الأرض رضا ليكونن سخط. إن الله تعالى دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه. وقد أتاكم أوانه ولحقتكم مدته. ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون. أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تركوا فناموا»؟ ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيكم يروي شعره؟ فأنشدوه :
في الذاهبين الأوّلي |
|
ن من القرون لنا بصائر |
لما رأيت مواردا |
|
للموت ليس لها مصادر |
ورأيت قومي نحوها |
|
يسعى الأصاغر والأكابر |
لا يرجع الماضي إل |
|
ي ولا من الباقين غابر |
أيقنت أني لا محا |
|
لة حيث صار القوم صائر (١) |
أخبرني الحسن بن عبد الله بن سعيد ، حدثنا علي بن الحسين بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن زكريا ، حدثنا عبد الله بن الضحاك ، عن هشام عن أبيه ، أن وفدا من إياد قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسألهم عن حال قس بن ساعدة ، فقالوا : قال قس :
يا ناعي الموت والأموات في جدث |
|
عليهم من بقايا بزّهم حرق |
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم |
|
كما ينبّه من نوماته الصّعق |
__________________
(١) دلائل النبوة ١ / ٢٨ ، والبداية والنهاية ٢ / ٢٣١ والطبراني ١٢ / ٨٨.