نزلت عقيب حادثة غدير خم والعهد بالولاية لعلي عليهالسلام ، وفي هذه المناسبة قال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم» (١).
وجاء في كتاب الغدير إضافة إلى الرِّوايات الثالث المذكورة ، ثلاث عشرة رواية أخرى في هذا المجال.
وورد في تفسير البرهان وتفسير نور الثقلين عشر روايات مختلفة حول نزول الآية في حق علي عليهالسلام.
وهكذا نلاحظ استفاضة هذه الرِّوايات بحيث لا يمكن تجاهلها ، أو اعتبارها أخبار آحاد كما يحاول البعض مناقشة المسألة في هذا الاتجاه (٢).
وقد يثور اعتراض على القول بأنَّ هذه الآية قد نزلت في الإشارة إلى ولاية علي عليهالسلام ، بعدم وجود علاقة بينها بهذا المعنى ، وبين الفقرات الأخرى السابقة واللاحقة المتحدثة عما يحلّ ويحرم من اللحوم ، الأمر الَّذي يبعد هذا التفسير لمصلحة التفسير الآخر بأنَّه إشارة إلى إكمال الفرائض والحدود والحلال والحرام بالتنزيل في الوحي. والجواب عن ذلك ، أنَّ الآيات القرآنية لم تجمع على أساس النزول التاريخي ، فقد نجد بعض الآيات المكيّة واردة في بعض السور المدنية ، بل كانت تابعة للمناسبات الّتي لا حظها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الَّذي جمع القرآن بإشرافه ، وربَّما كانت المناسبة في الموضوع أنَّ الآية تتحدث عمّا شرعه الله في تفاصيل الأحكام الممثلة للدين ، ولهذا من المناسب التحدث عن إتمام الدين الَّذي بدأ بالنبوّة ، بقضيّة الولاية. والله العالم.
__________________
(١) انظر : الشيرازي ، ناصر مكارم ، الأمثل في تفسير القرآن المنزل ، مؤسسة البعثة ، بيروت. ط : ١ ، ١٤١٣ ه ، نقلا عن تفسير الأمثل ، ج : ٣ ، ص : ٥٢٨.
(٢) انظر : م. ن. ، ج : ٣ ، ص : ٥٢٩.