الاختيارية للناس التي ينسبها الله إلى نفسه ، باعتباره مصدر القدرة الأساس في كل شيء ، ولتكون المسألة ، هي ما يريد الله أن يبيّنه من ممارسة داود لعملية صنع الدروع بشكل متقن بحيث تحمي المقاتل من الآخرين ، وتجعل له حرية الحركة في القتال ، للتدليل على الجانب العملي في حياته؟
ونحن في الوقت الذي لا نمانع فيه أن تكون المسألة على سبيل الإعجاز ، لا ننفي أن يكون الرأي الآخر قريبا من الصحة ، لا سيّما إذا لاحظنا أن المعجزة التي تمثل الطريقة الخارقة للعادة ، لا تأتي إلا كأسلوب من أساليب التحدي ، أو مواجهة التحدي ؛ ولكن هذا الجدل لا يمثل حاجة عقيدية وعمليّة على كل حال ، إذ يكفي في مسألة الإيمان الاعتقاد بإمكان المعجزة ، وبالتصديق بها في حالة ثبوتها ، لا بالإيمان بأيّة وجهة نظر اجتهادية في تعيين المعجزة.
(وَاعْمَلُوا صالِحاً) كأسلوب من أساليب شكر النعمة بما يمثله العمل الصالح من الانفتاح على الله ، والانسجام مع خط رضاه ، ليكون ذلك بمثابة اعتراف واقعيّ بالجميل والخطاب لداود ولقومه ، أو لأهله ، على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا يفوتني شيء منها فيما خفي أو ظهر.
* * *