في شؤون الإعمار أو غيره ، أو أرشده إلى أسباب ذلك.
(وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ) ما يحتاج إليه من بناء مراكز العبادة كبيت المقدس أو غيره ، وذلك من خلال تسخير الله لهم لخدمته ، لأن الإنس لا يملكون السيطرة الذاتية على استخدام الجن ، (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا) أي ينحرف عن شريعة الله في ما يريد الله للعباد أن يفعلوه أو يتركوه (نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) فذلك هو جزاء المنحرفين من العصاة والمتمردين ، (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ) للعبادة (وَتَماثِيلَ) وهي الصور المجسمة أو مطلق الصور.
وقد جاء عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر عليهالسلام جوابا عن سؤال بعض أصحابه عن المراد بالتماثيل ، قال : ما هي تماثيل الرجال والنساء ، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه (١). وقد استفاد منها بعض الفقهاء حرمة صنع تماثيل الإنسان ، لأن نفي موافقة سليمان على ذلك يوحي بالحرمة ، وتحفّظ البعض في استفادة ذلك منه ، لأن كفاية المرجوحية في صحة النفي حتى على مستوى الكراهة ، لا تلزم المؤمنين بالترك.
(وَجِفانٍ كَالْجَوابِ) وهي صحاف الطعام الكبيرة الواسعة كالجواب التي هي الحياض التي يجبى فيها الماء أي ينقل إليها ويجمع فيها ، (وَقُدُورٍ راسِياتٍ) وهي التي يطبخ فيها الطعام ، وهي ثابتة في الأرض ، لتأمين حاجاته في تلبية أضيافه أو عمّاله الذين يأكلون على مائدته.
* * *
__________________
(١) الطباطبائي ، محمد حسين ، الميزان في تفسير القرآن ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ط : ١ ، ١٤١١ ه ـ ١٩٩١ م ، ج : ١٦ ، ص : ٣٧٣.