عدوانية الكافرين في رفضهم الالتزام بالرسالة
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من المشركين الذين أنكروا التوحيد والآخرة ، وكذبوا رسول الله ورفضوا الالتزام بالخط الرسالي (لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من التوراة والإنجيل أو من أمر الآخرة ، في إصرار على المنهج الفكري والعملي المرتكز على الوثنيّة المرتبطة بالحسّ ، المتعبّدة للمادّة ، الخاضعة لقيم المنفعة واللذة ، المتحركة مع قانون الامتيازات الطبقية ، وفي تأكيد للرفض المطلق لكل حديث عن الوحي الإلهي ، ضمن أيّ كتاب من الكتب السماويّة ، مهما قدمّت إليهم البراهين ، لأنهم ليسوا في موقع المناقشة والأخذ والردّ للبحث عن الحقيقة ، بل في موقع العناد وتسجيل النقاط المضادة على الرسالة والرسول ، حتى إذا جابهتهم الأدلة بالحقيقة ، أعلنوا عن عنادهم ، وكشفوا خفايا تفكيرهم. ويترك الأسلوب القرآني الحديث عن رد الفعل النبويّ ، مما يمكن أن يتحدث به النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جوابا عن كلامهم ، أو ما يمكن أن يتحدث المسلمون به ردّا عليهم ليوحي للفكر أن يسترجع الموقف في دراسة تحليلية لشخصية هؤلاء ، فينتهي إلى نتيجة حاسمة ، وهي أن مثل هذه الكلمات لا تحتاج إلى جواب ، بل إن كل هم أصحابها يختزل بالبحث عن ساحة ملتهبة للتحدّي العدواني ، ولهذا يفترض بالمعالجة أن تختار العقاب.
* * *
وقفة الظالمين عند ربهم
وهكذا ينقلنا الله ـ بسرعة ـ إلى يوم القيامة ، لنرى هذا المجتمع المشرك ، وقد وقف أفراده ، ممن هم في مستوى القيادة ، وممن هم في مستوى