هذا ما قاله أبو إسحاق في كتابه «في القرآن» قال : «أن» في موضع نصب مفعول له ، والمعنى : لعلّك قاتل نفسك لتركهم الإيمان.
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) شرط ومجازاة. (فَظَلَّتْ) معناه فتظلّ ، لأن الماضي يأتي بمعنى المستقبل في المجازاة. وقد ذكرنا «خاضعين» ولم يقل : خاضعات بما يستغني عن الزيادة.
أصل الكرم في اللغة الشرف والفضل ، فنخلة كريمة أي فاضلة كثيرة الثمر ، ورجل كريم فاضل شريف صفوح ، قال الفراء : والزوج اللون.
(إِذْ) في موضع نصب ، واتل عليهم إذ نادى ربك موسى ، ويدل على هذا أن بعده (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ) [الشعراء : ٦٩] (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
(قَوْمَ فِرْعَوْنَ) بدل. (أَلا يَتَّقُونَ) لأنهم غيّب عن المخاطبة ، ويجوز ألا تتّقون بمعنى قل لهم ، ومثله (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) [آل عمران : ١٢] بالتاء والياء ..
(وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي). قال الكسائي : القراءة بالرفع يعني في (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) من وجهين : أحدهما : الابتداء ، والآخر : بمعنى وإنّي يضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني نسقا على «أخاف». قال : ويقرأ بالنصب ، وكلاهما وجه. قال أبو جعفر : الوجه الرفع ؛ لأن النصب عطف على «يكذّبون» ، وهذا بعيد يدلّ على ذلك قوله : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) [طه : ٢٧] فهذا يدلّ على أن هذا كذا.
قال أبو إسحاق : (أَنْ أَرْسِلْ) في موضع نصب ، أي أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل ، فامتنّ عليه فرعون بالتربية.