وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : هكذا يكون غلط العلماء إنما يكون بدخول شبهة. لما رأى الحسن رحمهالله في آخره ياء ونونا وهو في موضع اشتبه عليه بالجمع المسلّم فغلط. وفي الحديث «احذروا زلّة العالم» (١) وقد قرأ هو مع الناس (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) [البقرة : ١٤] ولو كان هذا بالواو في موضع الرفع لوجب حذف النون للإضافة.
(وَما يَنْبَغِي لَهُمْ) أي وما يصلح للشياطين أن ينزلوا بالوحي والأمر بطاعة الله جلّ وعزّ (وَما يَسْتَطِيعُونَ) أن يتقوّلوا مثل القرآن ، ولا أن يأخذوه من الملائكة استراقا لأنهم عن السمع لمعزولون.
قيل : قل لمن كفر هذا ، وقيل : هو مخاطبة له صلىاللهعليهوسلم وإن كان لا يفعل هذا لأنه معصوم مختار ولكنه خوطب بهذا ليعلم الله جلّ وعزّ حكمه في من عبد غيره كائنا من كان وبعد هذا ما يدلّ عليه وهو (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) أي لئلا يتّكلوا على نسبهم وقرابتهم منك فيدعوا ما يجب عليهم.
يقال : خفض جناحه إذا لان ورفق.
أي إنّي بريء من معصيتكم إيّاي ؛ لأن عصيانهم إياه عصيانهم لله جلّ وعزّ ؛ لأنه لا يأمرهم إلّا بما يرضاه الله جلّ وعزّ ، ومن تبرّأ الله جلّ وعزّ منه.
قيل : الشياطين تنزّل ؛ لأنها أكثر ما تكون في الهواء لضئولة خلقها وأنها بمنزلة الريح.
أي كذّاب يجترم الإثم تتنزّل عليه توسوس له بالمعصية.
__________________
(١) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال رقم (٢٨٨٣).