وبضم الهاء واثبات الواو على الأصل (فألقهو إليهم) ، وبحذف الواو واثبات الضمة (فألقه إليهم) ، واللغة الخامسة قرأ بها حمزة بإسكان الهاء (فألقه إليهم) وهذا عند النحويين لا يجوز إلا على حيلة بعيدة يكون يقدّر الوقف. وسمعت علي بن سليمان يقول : لا تلتفت إلى هذه اللغة ، ولو جاز أن يصل وهو ينوي الوقف لجاز أن تحذف الإعراب من الأسماء.
أي وإنّ الكلام ، أو أنّ مبتدأ الكلام «بسم الله الرّحمن الرّحيم» ، وأجاز الفراء (١) (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ) بفتحهما جميعا على أن يكونا في موضع رفع بمعنى : ألقي إليّ أنه من سليمان ، وأجاز أن يكونا في موضع نصب على حذف الخافض.
(أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) ذكر أبو إسحاق في «أن» ثلاثة أوجه : تكون في موضع نصب على معنى بأن ، وتكون في موضع رفع بمعنى ألقي إليّ أن ، والوجه الثالث أن تكون بمعنى أي مثل (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) [ص : ٦] المعنى أي امشوا وقالوا أن امشوا ، وكذا «ألّا تعلو عليّ» أي قال : لا تعلوا عليّ ، وعن وهب بن منبّه أنه قرأ ألّا تغلوا علي (٢) من غلا يغلو إذا تجاوز (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) يكتب بغير ياء لأن الواو لا تنفصل.
(قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي) بتخفيف الهمزة الثانية اللغة الفصيحة ، وإن شئت خففت الأولى وحدها ، وإن شئت خففتهما جميعا ، وإن شئت حققتهما جميعا ، وهي أبعد اللغات لثقل الجمع بين همزتين. (ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) حذفت النون للنصب ، وحذفت الياء لأن الكسرة دالة عليها والنون مع الفعل وهي رأس آية ، ولا يجوز فتح النون ولو كان كذلك لكان الفعل مرفوعا.
(أُولُوا) هذا اسم للجمع والواحد ذو. وروى الأعمش عن مجاهد قال : كان
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٩١.
(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٦٩ ، وهي قراءة الأشهب العقيلي أيضا.