لأنها غير مهموزات وعلى هذا قال ابن عباس : الريّ المنظر. والمعنى : هم أحسن أثاثا ولباسا ، والوجه الثاني أن يكون المعنى أنّ جلودهم مرتوية من النعمة فلا يجوز الهمز لأنه مصدر من رويت ريّا ، وفي رواية ورش : وريّا ، ومن رواه عنه ورئيا بالهمز فهو يكون على الوجه الأول. وقراءة أهل الكوفة وأبي عمرو من رأيت على الأصل وقراءة طلحة بن مصرف وريا بياء واحدة مخفّفة أحسبها غلطا ، وقد زعم بعض النحويين أنه كان أصلها ورئيا ثم حذفت الهمزة والزيّ الهيأة : والقراءة الخامسة على قلب الهمزة. حكى سيبويه راء بمعنى رأى.
(قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) قيل : المعنى : فليعش ما شاء فإنّ مصيره إلى الموت والعذاب. (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ). قال أبو إسحاق : هذا على البدل من «ما» والمعنى : حتّى إذا رأوا العذاب أو الساعة.
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) ألف الاستفهام وفيه معنى التوبيخ ، وحذفت ألف الوصل لأنه قد استغني عنها.
(وَيَأْتِينا فَرْداً) على الحال.
فيه تقديران : أحدهما أن يكون «من» في موضع رفع البدل من الواو أي لا يملك الشفاعة إلا من اتّخذ ، والتقدير الآخر : أي يكون من في موضع نصب استثناء ليس من الأول. والمعنى : لكن من اتّخذ عند الرحمن عهدا بأنّه يشفع له ، والمعنى عند الفراء (١)
لا يملكون الشفاعة إلا لمن اتّخذ عند الرحمن عهدا ، ليس أنّ اللام مضمرة ولكن المعنى عنده على هذا.
قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم (وَلَداً) بفتح الواو واللام ، وقرأ سائر
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ١٧٢.