كان إنما يشتريها ويبالغ في ثمنها كأنه اشترى اللهو. (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي ليضلّ غيره ومن قرأ ليضل (١) فعلى اللازم له عنده ، (وَيَتَّخِذَها) (٢) قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم ، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي (وَيَتَّخِذَها) عطفا على ليضلّ. والرفع من وجهين : أحدهما أن يكون معطوفا على يشتري ، والآخر أن يكون مستأنفا. والهاء كناية عن الآيات ، ويجوز أن تكون كناية عن السبيل لأن السبيل يذكّر ويؤنّث.
(كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) اسم كأنّ وتحذف الضمة لثقلها فيقال : أذن.
(خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) يكون (تَرَوْنَها) في موضع خفض على النعت لعمد أي بغير عمد مرئية ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال. قال أبو جعفر :
وسمعت علي بن سليمان يقول : الأولى أن يكون مستأنفا ويكون بغير عمد التمام. (أَنْ تَمِيدَ) في موضع نصب أي كراهة أن تميد ، والكوفيون يقدّرونه بمعنى لئلا تميد.
(فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) عن ابن عباس : من كلّ نوع حسن ، وتأوّله الشعبي على الناس لأنهم مخلوقون من الأرض ، قال : فمن كان منهم يصير إلى الجنة فهو الكريم ومن كان يصير إلى النار فهو اللئيم ، وقد تأول غيره أن النطفة مخلوقة من تراب وظاهر القرآن يدلّ على ذلك.
(هذا خَلْقُ اللهِ) مبتدأ وخبر. (فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) «ما» في موضع رفع بالابتداء وخبره «ذا» وذا بمعنى الذي ، وخلق واقع على هاء محذوفة على هذا ، تقول: ماذا تعلّمت أنحو أم شعر ، ويجوز أن يكون «ما» في موضع نصب بخلق و «ذا» زائدة ، وعلى هذا تقول : ما ذا تعلمت أنحوا أم شعرا. (بَلِ الظَّالِمُونَ) رفع بالابتداء.
(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) في موضع الخبر.
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٤٣ ، والبحر المحيط ٧ / ١٧٩ ، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(٢) انظر تيسير الداني ١٤٣ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥١٢.