(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ) عطف وحكي «وملائكته» بالرفع وأجاز الكسائي على هذا : إنّ زيدا وعمرو منطلقان. ومنع هذا جميع النحويين غيره. قال أبو جعفر : وسمعت علي بن سليمان يقول : الآية لا تشبه ما أجازه لأنك لو قلت : إنّ زيدا وعمرو منطلقان ، أعملت في منطلقين شيئين وهذا محال ، والتقدير في الآية : إنّ الله جلّ وعزّ يصلّي على النبي وملائكته يصلّون على النبي صلىاللهعليهوسلم ثم حذفت من الأول لدلالة الثاني. والذي قال حسن. ولقد قال بعض أهل النظر في قراءة من قرأ (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ) بالنصب مثال ما قال علي بن سليمان في الرفع قال : لأن يصلون إنما هو للملائكة خاصة لأنه لا يجوز أن يجتمع ضمير لغير الله جلّ وعزّ مع الله إجلالا له وتعظيما ، ولقد قال رجل للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : ما شاء الله وشئت ، وأنكر ذلك وعلمه النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال له: قل ما شاء الله ثم شئت.
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ الَّذِينَ) في موضع نصب وما بعده صلته ، وهو يقع لكل غائب مذكر وأخواته «من» و «ما» و «أي» ومؤنثه «التي» فإذا قلت : رأيت من في الدار ، كان للآدميّين خاصة ، وإذا قلت : رأيت الذي في الدار ، كان مبهما للآدميين وغيرهم ، وإذا قلت : رأيت ما في الدار ، كان لما لا يعقل خاصة ولنعت ما يعقل لو قال قائل : ما عندك؟ فقلت : كريم ، كان حسنا. قال محمد بن يزيد : ولو قلت : رجل ، كان جائزا ؛ لأنه داخل في الأجناس ، ولا يجوز أن تقول : زيد ولا عمرو إلّا أن من وما يكونان في الاستفهام والجزاء بغير صلة لأنك لو وصلتهما في الاستفهام كنت مستفهما عما تعرفه ، والجزاء مبهم لا يختص شيئا دون شيء ؛ فلهذا لم تجز فيه الصلة ، و «يؤذون» مهموز لأنه من آذى والأصل بين مهموز مثل آمن فإن خففت الهمزة أبدلت منها واوا فقلت : يوذون لأنه لا سبيل إلى أن يجعلها بين بين لأنها ساكنة.
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) في موضع رفع بالابتداء ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على العطف.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) واحدها زوج. يقال للمرأة : زوج وزوجة ، والفصيح