(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) مبتدأ والخبر (لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) ويجوز أن يكون الخبر (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) (١) وحذفت النون ؛ لأنه جواب النفي. وقرأ الحسن يقضى عليهم فيموتون على العطف قال الكسائي (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) [المرسلات : ٣٦] بالنون في المصحف لأنه رأس آية ، و (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) بغير نون لأنه ليس برأس آية ويجوز في كلّ واحد منهما ما جاز في صاحبه.
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها) الطاء مبدلة من تاء لأن الطاء بالصاد أشبه لأنهما مطبقتان ، ويقال : اصطرخ إذا استغاث (رَبَّنا أَخْرِجْنا) أي يقولون (نَعْمَلْ صالِحاً) جواب المسألة أي إن أخرجتنا عملنا صالحا غير الذي كنا نعمل (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ) أي فيقال لهم ، وروى أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من عمّر ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر» (٢) ، وكذلك روى سهل بن سعد عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم مثل معناه وقال ابن عباس في قوله جلّ وعزّ : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) قال ستين سنة. (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) أي المنذر وفي فعيل معنى المبالغة. قيل : يعني به النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : هو من أنذرهم ، وقيل : يعني به الشيب والله جلّ وعزّ أعلم.
إذا كان بغير تنوين صلح أن يكون للماضي والمستقبل والحال ، وإذا كان منونا لم يجز أن يكون للماضي.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) جمع خليفة أي تخلفون من كان قبلكم وفي هذا معنى التنبيه والاعتبار أي فتحذرون أن تنزل بكم العقوبة ، كما نزلت بمن كان قبلكم (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] أي عقوبة كفره.
__________________
(١) وهذه قراءة عيسى أيضا ، انظر البحر المحيط ٧ : ٣٠١ ، والمحتسب ٢ / ٢٠١.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٢ / ٤٠٥ والمتقي في كنز العمال (٤٢٦٦٨) ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٢٥٨.