هذه إن الثقيلة في الأصل خفّفت فزال عملها في أكثر اللغات ، ولزمتها اللام فرقا بينها وبين «إن» التي بمعنى «ما». وقرأ الكوفيون (١) (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا) وفيه قولان :
أحدهما أنّ «لمّا» بمعنى إلا و «إن» بمعنى «ما». حكى ذلك سيبويه (٢) في قولهم :
سألتك بالله لمّا فعلت ، وزعم الكسائي أنه لا يعرف هذا. والقول الآخر أن المعنى :
وإن كلّ لمن ما ، وهذا قول الفراء (٣). قال وحذفت ما ، كما يقال علماء بنو فلان ، أراد به : على الماء بنو فلان.
(وَآيَةٌ) رفع بالابتداء ، والخبر (لَهُمُ) ، ويجوز أن يكون الخبر (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ).
قال أبو إسحاق : ويقال : الميتة ، والتخفيف أكثر.
(لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) «ما» في موضع خفض على العطف أي ومما عملته أيديهم ، ويجوز أن تكون «ما» نافية لا موضع لها أي ولم تعمله أيديهم فإذا كان بحذف الهاء كانت «ما» في موضع خفض ، وحذف الهاء لطول الاسم ، ويبعد أن تكون نافية.
قال أبو إسحاق : أي الأجناس من الحيوان والنبات.
(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ) وعلامة دالّة على توحيد الله.
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي) ويكون تقديره وآية لهم الشمس ، ويجوز أن تكون الشمس مرفوعة بإضمار فعل يفسّره الثاني ، ويجوز أن تكون مرفوعة بالابتداء.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ٣١٩ ، ومعاني الفراء ٢ / ٣٧٦.
(٢) انظر الكتاب ٣ / ١٢٣.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ٣٧٦.