فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) [الرعد : ٥] ولا حجة فيه. ومعناه على ما قاله أبو حاتم : وإن تعجب فلك في قولهم عجب ولمن سمعه وفيه عجب. والقراءة بضم التاء مروية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن ابن مسعود رحمهالله رواها شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (بَلْ عَجِبْتَ) بضم التاء ويروى عن ابن عباس قال أبو جعفر : سمعت علي بن سليمان يقول : معنى القراءتين واحد ، والتقدير : قل : يا محمد بل عجبت لأن النبيّ صلىاللهعليهوسلم مخاطب بالقرآن ، وهذا قول حسن. (وَيَسْخَرُونَ) بالسين في السواد ، ويجوز في غير القرآن عند الخليل رحمهالله أن يقال : «صخرت منه» بالصاد ، ولغة شاذة «سخرت به» بالياء.
أي يستدعون السّخريّ و «إذا» في موضع نصب بإضمار فعل قبلها ، ولا يعمل فيها ما بعدها. وحكى الكسائي : دخر يدخر دخورا.
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) والجمع زجرات بتحريك الجيم فرقا بين الاسم والنعت.
(وَقالُوا يا وَيْلَنا) منصوب على أنه مصدر عند البصريين ، وزعم الفراء أن تقديره يا وي لنا. ووي بمعنى : حزن ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل ، ولا نعلم أحدا يكتبه إلّا متصلا فزاد الكوفيون على هذا ، فحكى بعضهم لغات شتّى أنه يقال : ويل للشيطان ، وويلا للشيطان ، وويل للشيطان ، وويل الشيطان ، وويل الشيطان ، وويل الشيطان. فأما ويل للشيطان فبيّن لا نظر فيه ، وويلا للشيطان جائز بمعنى : ألزمه الله ويلا ، وأما ويل للشيطان فشاذّ وهو مشبّه بالأصوات. فأما ويل الشيطان فهو عند البصريين منصوب على معنى ألزمه الله ويلا أيضا ، وقال الفراء : لمّا كثر استعمالهم إيّاه جعلوه بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم ، كما قالوا : يا لبكر ، وهي لام الخفض ، ومن قال : ويل الشيطان جاء به على الأصل ، ومن قال : ويل الشيطان فالأصل عنده ويل للشيطان ثم حذف لكثرة اللامات كما قرئ (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ) [الأعراف : ١٩٦] بمعنى إنّ وليّي الله فحذف لكثرة الياءات. قال أبو جعفر :
لا تعرف هذه القراءة ولكن قرأ عاصم الجحدري إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب بمعنى إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب جبريل صلىاللهعليهوسلم الذي نزّل الكتاب ثمّ أقيم النعت مقام المنعوت. (هذا يَوْمُ الدِّينِ) ابتداء وخبر. قال أبو جعفر : قال الضحاك وعطية العوفي : أي هذا يوم الحساب.