الله لأفعلنّ ، وقد أجاز مثل هذا سيبويه وغلّطه في أبو العباس ، ولم يجز إلّا النصب لأن حروف الخفض لا تضمر ، والقول الآخر : أن تكون الفاء بدلا من القسم ، كما أنشدوا :
[الطويل]
٣٨٥ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع |
|
فالهيتها عن ذي تمائم محول (١) |
وروى مسروق عن عبد الله بن مسعود قال : من سئل عمّا لا يعلم فليقل لا أعلم ولا يتكلّف فإنّ قوله لا أعلم علم. وقد قال الله جلّ وعزّ لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ).
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) أي نبأ القرآن حق بعد حين. قال أبو إسحاق : أي بعد الموت.
وقال الفراء : بعد الموت وقبله أي سيتبيّن ذلك.
__________________
(١) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ١٢ ، والأزهيّة ٢٤٤ ، والجنى الداني ص ٧٥ ، وجواهر الأدب ٦٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٣٤ ، والدرر ٤ / ١٩٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٥٠ ، والكتاب ٢ / ١٦٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٠٢ ، ولسان العرب (رضع) و (غيل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٣٦ ، وتاج العروس (غيل) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٧٣ ، ورصف المباني ٣٨٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢ ، ومغني اللبيب ١ / ١٣٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٦.