مقطوعا من الأول ، مثل (يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [آل عمران : ١١١] ، والتقدير الآخر ـ ذكره الفراء (١) : أن يكون «ولا تخشى» ينوى به الجزم وتثبت فيه الياء ـ زعم كما قال الشاعر : [البسيط]
٢٩٨ ـ هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا |
|
من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع (٢) |
وأنشد : [الوافر]
٢٩٩ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمى |
|
بما لاقت لبون بني زياد (٣) |
قال أبو جعفر : هذا من أقبح الغلط أن يحمل كتاب الله جلّ وعزّ على شذوذ من الشعر ، وأيضا فإن الذي جاء به من الشعر لا يشبه من الآية شيئا ؛ لأن الواو والياء مخالفتان للألف لأنهما تتحركان والألف لا تتحرك ، فللشاعر إذا اضطر أن يقدّرهما متحرّكتين ثم يحذف الحركة للجزم ، وهذا محال في الألف. وأيضا فليس في البيتين اضطرار يوجب هذا لأنهما إذا رويا بحذف الواو والياء كانا وزنا صحيحا من البسيط والوافر ، يسمي الخليل الأول مطويا والثاني منقوصا (٤).
على معنى التعظيم والمعرفة بالأمر.
أي أضلّهم عن الرشد ، وما هداهم إلى خير ولا نجاة لأنه قدّر أنّ موسى صلىاللهعليهوسلم ومن تبعه لا يفوتونه لأن بين أيديهم البحر ، فلما ضرب موسى صلىاللهعليهوسلم البحر بعصاه انفلق منه اثنا
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ١٨٧.
(٢) الشاهد لزبّان بن العلاء في معجم الأدباء ١١ / ١٥٨ ، وبلا نسبة في تاج العروس (زبب) ، و (زبن) ، والإنصاف ١ / ٢٤ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣٥٩ ، والدرر ١ / ١٦٢ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٣٠ ، وشرح التصريح ١ / ٨٧ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ١٨٤ ، وشرح شواهد الشافية ٤٠٦ ، وشرح المفصّل ١٠ / ١٠٤ ، ولسان العرب (يا) ، والمقاصد النحوية ١ / ٢٣٤ ، والممتع في التصريف ٢ / ٥٣٧ ، والمنصف ٢ / ١١٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٥٢.
(٣) الشاهد لقيس بن زهير في الأغاني ١٧ / ١٣١ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣٥٩ ، والدرر ١ / ١٦٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٤٠ ، وشرح شواهد الشافية ٤٠٨ ، وشرح شواهد المغني ٣٢٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ٢٣٠ ، ولسان العرب (أتى) ، وبلا نسبة في أسرار العربية ١٠٣ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٢٨٠ ، والإنصاف ١ / ٣٠ ، وأوضح المسالك ١ / ٦ ، والجنى الداني ص ٥٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٢٤ ، والخصائص ١ / ٣٣٣ ، ورصف المباني ١٤٩ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٨٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٨ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ١٨٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٢٤ ، ومغني اللبيب ١ / ١٠٨.
(٤) الطيّ : هو حذف الرابع الساكن من تفعيلة (مستفعلن).
والنقص : هو حذف السابع الساكن من تفعيلة الوافر (مفاعلتن) بعد تسكين الخامس.