عشر طريقا ، وبين الطرق الماء قائما كالجبال. فأخذ كلّ سبط طريقا ، فلما أقبل فرعون ورأى الطرق في البحر والماء قائما أوهمهم أنّ البحر فعل ذلك لهيبته فدخل هو وأصحابه فانطبق البحر عليهم.
أي أمرنا موسى صلىاللهعليهوسلم أن يأمركم بالخروج معه ليكلّمه بحضرتكم فتسمعوا الكلام.
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) أي في البرية.
أي لا تحملكم السّعة والعافية أن تعصوا ؛ لأن الطغيان : التجاوز إلى ما لا يجب.
(فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) وأكثر الكوفيين يقرأ يحلل (١) حكى أبو عبيد وغيره أنه يقال : حلّ يحلّ إذا وجب ، وحلّ يحلّ إذا نزل. والمعنيان متقاربان إلّا أن الكسر أولى لأنهم قد أجمعوا على قوله : (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) [الزمر :
٤٠] قال أبو إسحاق : (فَقَدْ هَوى) فقد هلك صار إلى الهاوية وهي قعر النار.
قال وكيع عن سفيان : كنّا نسمع في قوله عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ) أي من الشرك (وَآمَنَ) أي بعد الشرك (وَعَمِلَ صالِحاً) صلى وصام (ثُمَّ اهْتَدى) مات على ذلك. وهذا أحسن ما قيل في الآية ، وقال الفراء (٢) : (ثُمَّ اهْتَدى) علم أنّ لذلك ثوابا وعليه عقابا.
ـ الآية ـ أمر أن يأمر قومه بالخروج معه ليسمعوا كلام الله جلّ وعزّ.
(قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي) أي هم قريبا منّي. قال أبو حاتم : قال عيسى : بنو تميم يقولون هم أولى مرسلة مقصورة ، وأهل الحجاز يقولون : (أُولاءِ) ممدودة ، وحكى الفراء (٣) هم أولاء على أثري وزعم أبو إسحاق أن هذا لا وجه له ، وهو كما قال : لأن هذا ليس مما يضاف فيكون مثل هداي ، ولا يخلو من إحدى جهتين : إما أن
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٤٦ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٢٢.
(٢) انظر معاني الفراء ٢ / ١٨٨.
(٣) انظر معاني الفراء ٢ / ١٨٨.