فظنّ أن له بذلك فضلا عليهم فأخذ قبضة من أثر دابّة جبرائيل عليهالسلام ونبذها في العجل ، وإنما فعل هذا ليوهمهم أنه يجب أن يعظّم العجل لهذا قال أبو إسحاق :
ويجوز قبضة مثل غرفة. والقبضة مقدار ملء الكفّ ، والقبضة بالفتح ملء الكفّ كلّها.
وقرأ الحسن (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) (١) وفسّرها بأطراف الأصابع.
على التبرية ، قال هارون ولغة العرب «لا مساس» بكسر السين وفتح الميم. وقد تكلم النحويون في هذا. فأما سيبويه (٢) فيذهب إلى أنه مبني على الكسر ، كما يقال :
اضرب الرّجل ، وشرح هذا أبو إسحاق فقال : لا مساس نفي وكسرت السين لأن الكسر من علامة المؤنّث. تقول : فعلت يا امرأة ، وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : إذا اعتلّ الشيء من ثلاث جهات وجب أن يبنى وإذا اعتلّ من جهتين وجب أن لا يصرف لأنه ليس بعد ترك الصرف إلّا البناء فمساس ودراك اعتلّ من ثلاث جهات : منها أنه معدول ، ومنها أنه مؤنث ، وأنه معرفة. فلمّا وجب البناء فيها وكانت الألف قبل السين ساكنة كسرت السين لالتقاء الساكنين ، كما يقال : اضرب الرجل. قال أبو جعفر : ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى أن هذا القول خطأ ، وألزم أبا العباس إذا سمّى امرأة بفرعون أن يبينه ولا يقول هذا أحد. وقرأ البصريون (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ) (٣) بكسر اللام فيحتمل معنيين : أحدهما لن تجده مخلفا ، كما يقال :
أحمدته أي وجدته محمودا ، والمعنى الآخر على التهديد أي لا بدّ لك من أن تصير إليه ، وفي قراءة ابن مسعود رحمة الله عليه (الَّذِي ظَلْتَ) (٤) بكسر الظاء. ويقال :
ظللت أفعل ذاك إذا فعلته نهارا ، وظلت وظلت : فمن قال : ظلت حذف اللام تخفيفا ، ومن قال : ظلت ألقى حركة اللام على الظاء. (عاكِفاً) خبر. يروى عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (لنحرقنّه) (٥) وكذلك يروى عن أبي جعفر ، وقرأ الحسن (لنحرقنّه) (٦) ، وعن سائر الناس (لَنُحَرِّقَنَّهُ) (٧). يقال : حرقه يحرقه ، ويحرقه إذا نحته
__________________
(١) انظر مختصر ابن خالويه ٨٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٤ وقال : (وقرأ عبد الله وأبيّ وابن الزبير وحميد والحسن بالصاد ، وهو الأخذ بأطراف الأصابع).
(٢) انظر الكتاب ٣ / ٣٠٧.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٦ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٤٢٤.
(٤) انظر مختصر ابن خالويه ٨٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٧.
(٥) انظر معاني الفراء ٢ / ١٩١ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٥٧.
(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٧.
(٧) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٧.