أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها لأن الضمير يليها ، ويجوز أن يكون يعود على صوامع وما بعدها. ويكون المعنى : في وقت شرائعهم وإقامتهم الحدود والحقّ.
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال أبو إسحاق : (الَّذِينَ) في موضع نصب ردا على «من» يعني في «ولينصرنّ الله من ينصره» ، وقال غيره : «الذين» في موضع خفض ردّا على قوله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) ، ويكون (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) لأربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولم يمكّن في الأرض غيرهم من الذين قيل فيهم : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وبهذه الآية يحتجّ في إمامة أبي بكر وعمر وغيرها من الآي. قال أبو جعفر : وقد ذكرنا (١) ما في (وَثَمُودُ) من الصّرف وتركه.
(وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) قال الضحاك : أي متروكة ، وقرأ الجحدري (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) (٢) وإن المعنى واحد ، وفي هذا أعظم الموعظة. وعظهم الله جلّ وعزّ بقوم قد أهلكوا وبقيت آثارهم يعرفونها. قال الأصمعي : سألت نافع بن أبي نعيم أتهمز البئر والذئب فقال : إذا كانت العرب تهمزها فأهمزها ، وأكثر الروايات عن نافع بهمزهما إلّا ورشا فإنّ روايته عنه بغير همز فيهما ، والأصل الهمز. قال أحمد بن يحيى : الذئب مشتقّ من تذاءبت الريح ، إذا جاءت من وجوه كثيرة ، وكذلك الذئب. قال أبو جعفر : فإذا حذفت الهمزة ، وهي ساكنة لم يكن بعد السكون إلّا قلبها إلى ما أشبه ما قبلها. والفراء يذهب إلى أن «وبئر» معطوفة على عروضها ، وأبو إسحاق يذهب إلى أنها معطوفة من «قرية» أي ومن بئر ، ثم قال : «أخذتها وإلى المصير». قال أبو إسحاق : أي بالعذاب ، ثم حذف ؛ لأن قبله ما يدلّ عليه (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ).
هذه آية مشكلة من جهتين : إحداهما أن قوما يرون أن الأنبياء فيهم مرسلون وغير
__________________
(١) مرّ في إعراب الآية ٧٣ من سورة الأعراف.
(٢) وهذه قراءة الحسن وجماعة أيضا ، مخفّفة ، انظر البحر المحيط ٦ / ٣٤٨ ، ومختصر ابن خالويه ٩٦.