ظاهر. وقيل : كلّ حزب بما لديهم فرحون أي بما هم فيه من اللذات وطلب الرئاسة.
(فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ) أي فيما غطّى عليهم من حبّ الدنيا والتواني عن الموت وعن أمر الآخرة. وقيل : في غمرتهم أي فيما غمرهم من الجهل. قال أبو إسحاق : (حَتَّى حِينٍ) إلى حين ما يأتيهم ما وعدوا به من العذاب.
(أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ) «ما» بمعنى الذي ، وفي خبر أن ثلاثة أقوال : منها أنه محذوف ، وقال أبو إسحاق : المعنى نسارع لهم به ، وحذفت به ، وقال هشام قولا دقيقا قال : «ما» هي الخيرات ، وليس في الكلام حذف ؛ لأن معنى في الخيرات فيه ، وهذا قول بعيد ومثله: إنّ زيدا تكلّم عمرو في زيد ، والأجود تكلّم عمرو فيه ، وقد أجاز مثله سيبويه ، وأنشد : [الخفيف]
٣٠٥ ـ لا أرى الموت يسبق الموت شيء |
|
نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا (١) |
ومن قرأ يسارع لهم في الخيرات (٢) ففي قراءته ثلاثة أوجه : أحدها على حذف به ، ويجوز أن يكون التقدير يسارع الأمداد ، ويجوز أن يكون «لهم» اسم ما لم يسمّ فاعله.
خبر أن.
(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) أي في عمل الخيرات أي الطاعات. قال أبو إسحاق : يسارعون أبلغ من يسرعون. (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) أحسن ما قيل فيه أنهم يسبقون إلى أوقاتها ، ودلّ أنّ الصلاة في أول الوقت أفضل ، وكلّ من تقدّم في شيء فقد سابق إليه ، وكلّ من تأخر عنه فقد سبقه وفاته.
(وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِ) قيل : يعني به الكتاب الذي كتب فيه أعمال الخلق عند الملائكة محتفظ به.
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٧٠).
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٧٩.