يقال : عصيّ وعصيّ ، وقال محمد بن يزيد : إنّما يؤخذ التفريق بين المعاني عن العرب ، فأما التأويل فلا يكون. والكسر في «سخريّ» في المعنيين جميعا وفي عصيّ أكثر ؛ لأن الضمة تستثقل في مثل هذا.
(قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ) وقل كم لبثتم معنيان مختلفان لا يجوز أن يقال أحدهما أجود من الآخر (عَدَدَ سِنِينَ) بفتح النون على أنه جمع مسلم ، ومن العرب من يخفضها وينوّنها.
(قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) وليس في هذا ما ينفي عذاب القبر لأنه لا بدّ من خمدة قبل البعث.
(رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) كمن نعت العرش لارتفاعه وأنّ الأيدي لا تناله.
(وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) مبتدأ وخبره. والاسم عند البصريين «أن» والتاء للخطاب.
والاحتجاج لأبي عمرو في تفريقه بين سخري وسخريّ أن يكون خبّر بمذهبه في القراءة فقط. فأمّا «لبتّم» بالإدغام فلقرب التاء من الثاء ، وكذا فاتّختّموهم (١) مدغم لقرب الذال من التاء ، ومن لم يدغم فيهما فلأن التاء اسم فكأنها منفصلة والمخرجان مختلفان. وقال مجاهد : العادّون (٢) الملائكة لأنهم يحصون ذلك. وقرأ الأعمش عددا سنين (٣) ونصب عددا على البيان في القراءتين جميعا «وكم» في موضع نصب بلبثتم.
__________________
(١) انظر الآية ١١٠ من السورة.
(٢) انظر الآية ١١٣ من السورة.
(٣) انظر الآية ١١٢.