(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) (٧)
(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) إذا دخلتم النار (عَيْنَ الْيَقِينِ) مصدر ؛ لأن المعنى لتعايننّها عيانا.
(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨)
قيل : أي عن النعيم الذي يشغل عن طاعة الله جلّ وعزّ. وظاهر الكلام يدلّ على أنه عام ، وأنّ الإنسان مسؤول عن كل نعيم تنعّم به في الدنيا من أين اكتسبه؟ وما قصد به؟ وهل فعل ما غيره أولى منه؟ ويسند الظاهر للأحاديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه كما قرئ على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال : حدّثنا هشام بن عبد الملك قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة قال : حدّثنا عمّار بن أبي عمّار قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : جاءني النبيّصلىاللهعليهوسلم فأخرجنا أو قدمنا إليه رطبا أو بسرا وماء فقال : «هذا من النّعيم الذي تسألون عنه» (١). وحدّثنا علي بن الحسين عن الحسن بن محمد قال : حدّثنا داود بن مهران عن داود بن عبد الرّحمن عن محمد بن عيثم عن ابن عباس ثم (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : الأمن والصحّة.
__________________
(١) أخرجه النسائي في سننه الوصايا ب ٤ ، وأحمد في مسنده ٣ / ٣٣٨ ، وموارد الظمآن للهيثمي (٢٥٣١) ، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ١ / ١٢٠ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٣١٧.