وهو بعيد ، وإنما يجوز في الشعر وإن كان يريد جمع مالا وجمع عدده على أنه مفعول أي أحصى عدده فهو جائز.
(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤)
(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (٣) يقال : هي لغة النبي صلىاللهعليهوسلم بكسر السين جاء على فعل يفعل ، وله نظائر يسيرة قد ذكرناها. «أنّ» وما عملت فيه في موضع المفعولين ، والمعروف من قراءة الحسن «لينبذانّ في الحطمة» (١) بعينه وماله ، وقد روي عنه (لينبذنّ) بضم الذال. فقيل لا يجوز ؛ لأنه إنما تقدّم ذكر اثنين ، وقيل : هو للهمزة واللمزة والذي جمع مالا.
(وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٥)
قال الفراء : اسم للنار ، ولو كانت بغير ألف ولام لم تنصرف. قال أبو جعفر : يقال : حطمه إذا كسّره كما قال :] الرجز]
٥٨٦ ـ قد لفّها اللّيل بسوّاق حطم (٢)
ورجل حطم أي أكول.
(نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧)
(نارُ اللهِ) أي هي نار الله «الموقدة» نعت للنار ، وكذا (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧) اطّلعت على فلان وطلعت أي بلغت وواحد الأفئدة فؤاد.
(إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨)
خبر «إن» يقال : آصدت أوصد فمن قال : أوصدت قال : موصدة فلم يهمز ، ومن قال : آصدت قال : مؤصدة ، وجاز أن يخفّف الهمزة فيقول : موصدة واللغتان حسنتان كثيرتان ، وكذا أكّدت ووكدت وهو التأكيد والتوكيد ، وكذا أرّخت وورّخت وهو التأريخ والتوريخ ، وأكفت وأوكفت وهو الاكاف والوكاف.
(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩)
(فِي عَمَدٍ) هكذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وزيد بن
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٨ / ٥١٠ ، ومختصر ابن خالويه ١٧٩ ، ومعاني الفراء ٣ / ٢٩٠.
(٢) الشاهد لرشيد بن رميض في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٣٥٥ ، والأغاني ١٥ / ١٩٩ ، وللأغلب العجلي في الحماسة الشجرية ١ / ١٤٤ ، وللحطم القيسي في الكتاب ٣ / ٢٤٦ ، وشرح المفصّل ١ / ٦٢ ، وله أو لأبي زغيبة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٨٦ ، وله أو لأبي زغبة الخزرجي أو لرشيد بن رميض في لسان العرب (حطم) ، وبلا نسبة في أساس البلاغة (حطم) وجمهرة اللغة ٨٣٠ ، وسمط اللآلي ٥٩ ، وشرح المفصّل ٦ / ١١٢.