فأبدل من الواو همزة ، وأجاز النحويون رمل مهول وثوب مبوع ينوه على بوع الثوب فأبدل من الياء واو لضمة ما قبلها ، وأنشد الفراء :] الطويل]
٥٠٧ ـ ألم تر أنّ الملك قد شون وجهه |
|
ونبع بلاد الله قد صار عوسجا (١) |
يريد «شين» ، وأنشد الكسائي والفراء :] الطويل]
٥٠٨ ـ ويأوي إلى زغب مساكين دونهم |
|
فلا لا تخطّاه الرّكاب مهوب (٢) |
واللغة العالية التي جاء بها القرآن. قال عائذ بن محصن بن ثعلبة :] الوافر]
٥٠٩ ـ فأبقى باطلي والحدّ منها |
|
كدكّان الدّرابنة المطين (٣) |
(إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) (١٥)
(إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً) النون والألف الثانية في موضع رفع والأولى في موضع نصب واتّفق المكنيان ؛ لأنهما غير معربين (شاهِداً عَلَيْكُمْ) نعت لرسول. (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) الكاف في موضع نصب.
(فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) (١٧)
(فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) رسول الأول نكرة لأنه لم يتقدّم ذكره والثاني معرفة لأنه قد تقدّم ذكره ولهذا يكتب في أول الكتب «سلام عليك» وفي آخرها «والسّلام» ، ولهذا اختار بعض العلماء في التسليمة الأولى من الصلاة : سلام عليكم ، وفي الثانية : السّلام عليكم وذلك المختار في كلام العرب (فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً) نعت لأخذ. روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس «وبيلا» أي شديدا. قال أبو جعفر : يقال كلأ مستوبل أي لا يستمرأ. قال الفراء (٤) : وفي قراءة ابن مسعود : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) قال أبو جعفر : وهذه القراءة على التفسير ، وفي يجعل ضمير يعود على اليوم ،
__________________
(١) البيت غير موجود في معاني الفراء ، ولم أجده في المصادر التي بين يديّ.
(٢) الشاهد لحميد بن ثور في ديوانه ص ٥٤ ، ولسان العرب (هيب) و (فلا) ، والتنبيه والإيضاح ١ / ١٥٣ ، وبلا نسبة في تاج العروس (هيب) و (فلا).
(٣) الشاهد للمثقّب العبدي في ديوانه ٢٠٠ ، ولسان العرب (دكك) ، و (دربن) و (طين) ، وجمهرة اللغة ١٣٢٤ ، وتاج العروس (دكك) و (دربن) ، و (طين) ، وشرح اختيارات المفضّل ص ١٢٦٤ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٢٥٨ ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٤ / ٢٤٧ ، ومجمل اللغة ٢ / ٢٨٢ ، والمخصص ١٤ / ٤٢ ، وجمهرة اللغة ٦٨٠.
(٤) انظر معاني الفراء ٣ / ١٩٨.