(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً) (٣٥)
وقرأ الكسائي «كذابا» (١) وهي خارجة من قراءة الجماعة يجوز أن يكون مصدرا من كاذب كذابا ويجوز أن يكون مصدرا من كذب كما تقول : صام صياما ، وهذا أشبه أي لا يسمعون فيها باطلا يلغى ولا كذبا.
(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) (٣٦)
(جَزاءً) مصدر ، وكذا (عَطاءً حِساباً) من نعته أي عطاء كافيا كما قال :] الطويل]
٥٣٥ ـ ونغني وليد الحيّ إن كان جائعا |
|
ونحسبه إن كان ليس بجائع (٢) |
وقال مجاهد : حسابا بأعمالهم.
(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) (٣٧) (٣)
قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وأبي عمرو ، وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق ، وعاصم بخفضهما جميعا ، وقرأ ابن محيصن ويحيى بن وثاب وحمزة بخفض الأول ورفع الثاني ، وهو اختيار أبي عبيد لقرب الأول وبعد الثاني ، وخالفه قوم من النحويين قالوا ليس بعده مما يوجب الرفع ؛ لأنه لم يفرق بينهما ما يوجب هذا فرفعهما جميعا على أن يكون الأول مرفوعا بالابتداء والثاني نعت له والخبر (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) ، ويجوز أن يكون الأول مرفوعا بإضمار هو ، ومن خفض الاثنين جعلهما نعتا أو بدلا من الاسم المخفوض ، ومن خفض الأول ورفع الثاني جعل الثاني مبتدأ أو أضمر مبتدأ.
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨)
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الروح ملك عظيم الخلق ، وروى عنه غيره قال : الروح أرواح الناس تقوم مع الملائكة في ما بين النفختين من قبل أن ترد إلى الأبدان. وقال الشعبي والضحاك : الروح جبرائيل صلىاللهعليهوسلم ، وقال الحسن وقتادة : الروح بنو آدم ، وقال ابن زيد : الروح القرآن ، وقال مجاهد : الروح على صور بني آدم وليسوا منهم. قال أبو جعفر: لا دليل فعلمه يدلّ على أصحّ هذه الأقوال يكون
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٧٨ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٠٦.
(٢) الشاهد لامرأة من بني قشير في التنبيه والإيضاح ١ / ٦٣ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٦٠ ، وتاج العروس (حسب) ولسان العرب (حسب) ، وبلا نسبة في لسان العرب (قفا) ، ومجمل اللغة ٢ / ٦٤ ، والمخصص ١٤ / ٥٧ ، وأساس البلاغة (قفو) وتاج العروس (قفا).
(٣) انظر تيسير الداني ١٧٨.