الإمام علياً يعرف ذلك لأنه باب مدينة العلم ، فأجابهم «إنها كلمة حق يراد بها باطل».
نعم كثيرة هي كلمات الحق التي يراد بها الباطل ، كيف ذلك؟ عند ما يقول الخوارج للإمام علي الحكم لله ليس لك يا علي ، فهل سيظهر الله على الأرض ويفصل بينهم في ما اختلفوا فيه؟ أم أنهم يعلمون أن حكم الله في القرآن ، ولكن علياً تأوّله حسب رأيه؟ فما هي حجتهم ومن يقول بأنهم هم الذين تأولوا حكم الله ، والحال أنه أعلم منهم وأصدق وأسبق للإسلام وهل الإسلام غيره؟
إذن هو شعار براق ليموّهوا به على بسطاء العقول فيكسبوا تأييدهم ليستعينوا بهم على حربه وكسب المعركة لصالحهم كما يقع اليوم فالزمان زمان والرجال رجال والدهاء والمكر لا ينقطع بل يزداد وينمو لأن دهاة هذا العصر يستفيدون من تجارب الأولين ، فكم من كلمة حق يراد بها باطل في يومنا هذا؟ شعارات براقة كالذي يرفعها الوهابيون في وجه المسلمين وهو «التوحيد وعدم الشرك» فمن من المسلمين لا يوافق عليه؟ وكتسمية فرقة من المسلمين أنفسهم «بأهل السنة والجماعة» فمن من المسلمين لا يوافق أن يكون مع الجماعة التي تتبع سنة النبي؟ وكشعار البعثيين «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» فمن من المسلمين لا يغترّ بهذا الشعار ، قبل أن يعرف خفايا حزب البعث ومؤسسه النصراني ميشال عفلق؟
لك الله يا علي بن أبي طالب إن حكمتك بقيت وستبقى مدوية على مسمع الدهر فكم من كلمة حق يراد بها الباطل ، صعد أحد العلماء إلى منصة الخطابة وصاح بأعلى صوته : من قال بأنني شيعي نقول له : أنت كافر ، ومن قال بأنني سني نقول له : أنت كافر ، نحن لا نريد شيعة ولا سنة وإنما نريد إسلاماً فقط إنها كلمة حق يراد بها باطل فأي إسلام يريده هذا العالم؟ وفي عالمنا اليوم إسلام متعدد ، بل وحتى في القرن الأول كان الإسلام متعدداً فهناك إسلام علي وإسلام معاوية وكلاهما له أتباع ومؤيدون حتى وصل الأمر إلى القتال وهناك إسلام