الحسين وإسلام يزيد الذي قتل أهل البيت باسم الإسلام وادعى أن الحسين خرج عن الإسلام بخروجه عليه وهناك إسلام أئمة أهل البيت وشيعتهم ، وإسلام الحكام وشعوبهم ، وعلى مر التاريخ نجد اختلافا بين المسلمين وهناك إسلام متسامح كما يسميه الغرب لأن أتباعه ألقوا بالمودة لليهود والنصارى وأصبحوا يركعون للقوتين العظيمتين وهناك إسلام متشدد يسميه الغرب إسلام التعصب والتحجر أو مجانين الله.
وبعد كل هذا لم يبق معنا مجال للتصديق بحديث «كتاب الله وسنتي» للأسباب التي ذكرت.
وتبقى الحقيقة ناصعة جلية في الحديث الثاني الذي أجمع عليه المسلمون وهو «كتاب الله وعترتي أهل بيتي» لأن هذا الحديث يحل كل المشكلات فلا يبقى إختلاف في تأويل أية آية من القرآن أو في تصحيح وتفسير أي حديث نبوي شريف إذا ما رجعنا إلى أهل البيت الذين أمرنا بالرجوع إليهم وخصوصاً إذا علمنا بأن هؤلاء الذين عيّنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هم أهل لذلك ، ولا يشك أحد من المسلمين في غزارة علمهم وفي زهدهم وتقواهم ، وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم وأورثهم علم الكتاب فلا يخالفونه ولا يختلفون فيه بل لا يفارقونه حتى قيام الساعة قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» (١).
«ولأكون مع الصادقين يجب علي قول الحق لا تأخذني في ذلك لومة لائم وهدفي رضا الله سبحانه وإرضاء ضميري قبل رضا الناس عني».
__________________
(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ١٢٢. الدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٦٠ كنز العمال ج ١ ص ١٥٤. مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٢ ينابيع المودة ص ٣٨ و ١٨٣.
عبقات الأنوار ج ١ ص ١٦ الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٤٨.