إذا كان الأمر كذلك باعتراف أئمة أهل السنة والجماعة فلما ذا كل هذا التشنيع وهذا الاستنكار بعد هذه الأدلة وبعد ما أثبت تاريخ المسلمين كافة بأن أئمة أهل البيت عليهمالسلام كانوا أعلم أهل زمانهم ، فأي غرابة في أن يخص الله سبحانه وتعالى أولياءه «الذين اصطفاهم» بالحكمة والعلم اللدني ويجعلهم قدوة المؤمنين وأئمة المسلمين.
ولو تتبع المسلمون أدلة بعضهم بعضاً ، لاقتنعوا بقول الله ورسوله ، ولكانوا أمة واحدة يشد بعضها بعضاً ، ولم يكن هناك إختلاف ولا مذاهب متعددة!
ولكن لا بد من كل ذلك ليقضي الله أمراً كان مفعولاً (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).
__________________
(١) سورة الأنفال آية ٤٢.