لا يزال صبياً (١).
ومما يؤكد تميز أهل البيت عن غيرهم ما يظهر لنا من إختلاف أصحاب المذاهب الأربعة عند أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل الفقهية بينما لا يختلف الأئمة الاثنا عشر من أئمة أهل البيت في مسألة واحدة.
ثانياً : لو أخذنا بقول أهل السنة والجماعة في تعميم هذه الآيات والأحاديث على كل علماء الأمة لوجب أن تتعدد الآراء والمذاهب على مر الأجيال ولأصبح هناك آلاف المذاهب ولعل علماء أهل السنة والجماعة تفطنوا لما لهذا الرأي من سخافة وتفريق لوحدة العقيدة فأسرعوا إلى غلق باب الاجتهاد منذ زمن بعيد.
أما قول الشيعة فهو يدعو إلى الوحدة والالتفاف حول أئمة معروفين خصهم الله تعالى والرسول بكل المعارف التي يحتاجها المسلمون في كل العصور ، فلا يمكن لأي مدّع بعد ذلك أن يتقول على الله وعلى الرسول ويبتدع مذهباً يلزم الناس باتباعه ، فاختلافهم في هذه المسألة كاختلافهم في المهدي الذي يؤمن به الفريقان ، ولكن المهدي عند الشيعة معلوم معروف أبوه وجده ، وعند أهل السنة والجماعة لا يزال مجهولاً وسيولد في آخر الزمان ولذلك ترى كثيراً منهم ادعى المهدية ، وقد قال لي شخصياً الشيخ إسماعيل صاحب الطريقة المدنية بأنه هو المهدي المنتظر ، وقالها أمام صديق لي كان من أتباعه ثمّ استبصر فيما بعد.
أما عند الشيعة فلا يمكن لأي مولود عندهم أن يدّعي ذلك وحتى لو سمى أحدهم ابنه بالمهدي فهو تيمّنا وتبركا بصاحب الزمان كما يسمّي أحدنا ابنه محمداً أو علياً ، ولأن ظهور المهدي عندهم هو في حد ذاته معجزة لأنه ولد منذ اثني عشر قرناً وتغيّب.
ثمّ بعد كل هذا قد يختلف أهل السنة والجماعة في معنى الحديث الثابت
__________________
(١) العقد الفريد لابن عبد ربه والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ج ٣ ص ٤٢.