كعب؟ فقال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فقال عمر : لقد علمت اليوم الذي أنزلت والمكان الذي نزلت فيه ، نزلت في يوم جمعة ، ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد (١).
ثانياً ـ على أن القول بنزول الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) في يوم عرفة يتنافى مع آية البلاغ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) والتي تأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بإبلاغ أمر مهم لا تتم الرسالة إلا به ، والتي سبق البحث وتبين نزولها بين مكة والمدينة بعد حجة الوداع وهو ما رواه أكثر من مائة وعشرين صحابياً وأكثر من ثلاثمائة وستين من علماء أهل السنة والجماعة ، فكيف يكمل الله الدين ويتم النعمة في يوم عرفة ثمّ بعد أسبوع يأمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو راجع إلى المدينة بإبلاغ شيء مهم لا تتم الرسالة إلا به؟؟ كيف يصح ذلك يا أولي الألباب؟؟؟
ثالثاً ـ إن الباحث المدقق إذا أمعن النظر في خطبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عرفة لا يجد فيها أمراً جديداً يجهله المسلمون والذي يمكن اعتباره شيئاً مهما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ، إذ ليس فيها إلا جملة من الوصايا التي ذكرها القرآن أو ذكرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدة مناسبات وأكد عليها يوم عرفة. وإليك ما جاء في الخطبة على ما سجله كل الرواة :
ـ إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا ويومكم هذا.
ـ اتقوا الله ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها.
ـ الناس في الإسلام سواء لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
ـ كل دم كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي ، وكل ربا كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي.
__________________
(١) الدر المنثور للسيوطي في تفسيره لآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) سورة المائدة.