قال : أتتكم الحميراء في كتيبة تسوق بها أعلاجها (١).
وأخرج الطبراني وغيره (٢) : لَمّا سمعت عائشة رضي الله عنها نُباح الكلاب فقالت : أيّ ماء هذا؟!
قالوا : الحوأب.
فقالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، إنّي لَهيه ، قد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول وعنده نساؤه : «ليت شعري أيَّتكنَّ تنبحها كلاب الحوأب».
فأرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم إنّه قال : كذب من قال : إنّ هذا الحوأب. ولم يزل حتّى مضت.
وقال العرني صاحب جمل عائشة : لَمّا طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا كلابها قالوا : أيَّ ماء هذا؟
قلت : ماء الحوأب.
قال : فصرخت عائشة بأعلى صوتها ثمّ ضربت عضد بعيرها وأناخته ، ثمَّ قالت : أنا والله صاحبة كلاب الحوأب طروقاً ردّوني ، تقول ذلك ثلاثاً.
فأناخت وأناخوا حولها ، وهم على ذلك وهي تأبى ، حتّى كانت
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٤ ص ٤٧١ ، الخصائص ٢ ص ١٣٧.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ١٧٨ ، تاريخ ابى الفداء ج ١ / ١٧٣.