للخصم من دون حاجة لهم إليها في مقام الثبوت ، وهذا طريق الحجاج المطّرد لا ما يراه علماء القوم فإنّهم بأسرهم يحتجّون في كلِّ موضوع بكتب أعلامهم وأحاديثهم ، وهذا خروجٌ عن اصول الحجاج والمناظرة.
وليتني أدري ما الملازمة بين ايمان عليٍّ وعدالته وايمان من ذكرهم ، هل يحسبهم وعليّاً أمير المؤمنين نفساً واحدة لا يُتصوّر التبعيض فيها؟! أو يزعم أنَّ روحاً واحدة سرت في الجميع فأخذت بمفعولها من ايمان وكفر؟!
وهل خفيت هذه الملازمة المخترعة وليدة ابن تيميّة على الصحابة ، والتابعين الشيعيّين ، وبعدهم على أئمة الشيعة ، وعلمائهم ، وأعلامهم في القرون الخالية في حجاجهم ، ومناشداتهم ، ومناظراتهم المذهبيَّة المتكثِّرة في الأندية والمجتمعات؟! أو ذهل عنها مخالفوهم في الذبِّ عنهم والمدافعة عن مبدئهم؟!.
لم يكن ذلك كلّه ، ولكن يروق الرجل أن يشبِّه الرافضة بالنصارى ، ويقرن بين ايمان عليٍّ عليهالسلام وايمان معاوية الدهاء ، ويزيد الفجور ؛ والماجنين من جبابرة بني اميّة ، والمتهتِّكين من العبّاسيِّين ، وهذا مبلغ علمه ودينه وورعه وأدبه.
[الشيخ نصير الدين الطوسي]
١٣ ـ وفي ج ٢ ص ٩٩ قذف شيخ الامة نصير الملّة والدين