تواتر ذلك عن هؤلاء ، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني اميّة وبني العبّاس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم لِلكفّار (١).
ج ـ ما عشت أراك الدهر عجبا.
ليت شعري متى احتاج ايمان عليّ وعدالته إلى البرهنة؟! ومتى كفر هو حتّى يؤمن؟ وهل كان في بدء الإسلام للنبي أخٌ ومؤازرٌ غيره؟! على حين انَّ من سمّاهم لم يسلموا بعدُ ، وهل قام الإسلام إلّا بسيفه وسنانه؟! وهل هزمت جيوش الشرك إلّا صولته وجولته؟! وهل هتك ستور الشّبه والإلحاد غير بيانه وبرهانه؟! وهل طهَّر الله الكعبة البيت الحرام عن دنس الأوثان إلّا بيده الكريمة؟! وهل طهَّر الله في القرآن الكريم بيتاً عن الرِّجس غير بيت هو سيِّد أهله بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! وهل كان أحدٌ نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله غيره بنصّ الذِّكر الحكيم؟! وهل أحدٌ شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ليلة المبيت غيره؟! وهل أحدٌ من المؤمنين أولى بهم من أنفسهم كرسول الله غيره؟! لاها الله.
إنّ احاديث الشيعة في كلِّ هذه متواترة وهي التي ألزمتهم بالاخبات إلى هذه المآثر كلّها غير أنَّهم إذا خاصموا غيرهم احتجّوا بأحاديث أهل السنَّة ؛ لأنّ الحجَّة تجب أن تكون ملزمةً
__________________
(١) المصدر السابق ٢ / ٦٢.